لطالما تميزت العلاقات الإماراتية الكويتية دائماً وأبداً، بعد أن امتدت الروابط بين البلدين لفترات ماضية، تلك العلاقات التي أنشأها الحكام في البلدين الشقيقين، وعملوا من أجل تطويرها على مز الزمن، وما زالت تلك القيادتان الرشيدتان في البلدين تعملان على ترسيخها.

وقد مرت هذه العلاقات بمحطات بارزة وحافلة بالخير والمحبة، وأسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ التواصل سواء على المستوى الثنائي، أم من خلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وللمنطقة. إنها علاقات وطيدة ومتجذرة في التاريخ، وتستند إلى روابط ثقافية واجتماعية مشتركة لا حصر لها.. وقد أصبحت مثالاً يحتذى بين الدول التي تجمعها قواسم واهتمامات ومصالح مشتركة كثيرة.

ولن نذهب بعيداً في سرد وقائع التاريخ في هذا الصدد، لكن يتوجب علينا أن نذكر ونشيد في كل مناسبة وكل ذكرى بوقوف دولة الإمارات العربية المتحدة، قلباً وقالباً، مع شقيقتها الكويت إبان الغزو الغاشم الذي تعرضت له في عام 1990، إذ فتحت أبوابها وبيوتها للكويتيين في مرحلة عصيبة من حياة الكويت، وأثبتت تلك الأزمة المعدن الأصلي لقيادة دولة الإمارات الشقيقة وشعبها، حيث كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نعم الأب والوالد والشقيق المحتضن لأبنائه الكويتيين في تلك أيام الأزمة. ويومها شعر الكويتيون عن حق بأن لهم أشقاء، قولاً وفعلاً.

وتعود العلاقات التاريخية الثقافية بين الإمارات والكويت إلى فجر التاريخ، وهي علاقات اجتماعية وطيدة ومتشابكة بين شعبين جمعتهما على مر الزمن أنشطة وخبرات واتصالات متبادلة كثيرة، وقد ازدادت هذه العلاقة مع تطور الثقافات والعلوم، فكانت دولة الكويت سباقة بين دول الخليج في مجال التعليم والثقافة والإعلام، حيث نشرت العلوم والثقافة ولم تبخل بشيء.

وشهد قطاع التعليم في البلدين تطوراً في جميع مراحله، وذلك لأن رغبة أبناء الشعبين في تحصيل العلم والمعرفة يشهد بها ازدياد عدد المدارس والجامعات فيهما. وقد فتحت الجامعات الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة مجالاً واسعاً لاستقطاب الطلبة الكويتيين الذين وجدوا فيها بديلاً مناسباً للجامعات في الدول الأجنبية، حيث تشهد أعدادهم في الجامعات الخاصة على أرض الإمارات تزايداً مستمراً.

وتعتبر العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت متينة للغاية، مصدرها عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين، والتي تمتد جذورها إلى الماضي البعيد قبل ظهور النفط، ثم تطورت بعد اكتشافه واستخراجه.

كل ذلك يجعلنا نقف على أرض صلبة تمنحنا التفاؤل والفرص لتوطيد هذه العلاقات، والارتقاء بها إلى مستوى طموحات القيادة الحكيمة في البلدين، بما يحقق المصلحةَ المشتركة وينبئ بالمستقبل الزاهر الذي ينتظر مسيرة التعاون الإماراتي الكويتي.

*كاتب كويتي